نقلاً عن مجلة /الرياضة والجمال/ ـ
دمشق
العدد 13 ـ شباط 1972
عندما ظهرت
الفتاة السورية في ملعب نادي الفتيان
بدمشق (بالشورت)وهي تلعب كرة السلة في
أوائل الخمسينات ..قالوا هذه
شجاعة.وعندما مضت الفتاة السورية في
أوائل الستينات تتبارى في
ميادين الكرة الطائرة واليد والطاولة
وألعاب القوى والجمباز وحتى السباحة
..قالوا هذا منتهى الجرأة
،وعندما
شاهد الجمهور في مطلع السبعينات على
شاشة التلفزيون السوري المرأة في
العالم تلعب كرة القدم ،تماما كما
يلعبها الرجال،قالوا :هذه مسألة فيها
وجهة نظر!
أن تلعب المرأة كرة
السلة والطائرة واليد والطاولة ..فتلك
ألعاب تتناسب وطاقتها الأنثوية..
وأن تمضي المرأة في ميادين ألعاب
القوى والجمباز والسباحة ..فتلك
رياضات تكسب جسمها الرشاقة والصحة
والعافية ..أما أن تلعب المرأة كرة
القدم ..وتمضي في ملعبها الكبير
كالرجال ساعة ونصف الساعة بلا كلل
،تتناقل الكرة بأناقة ،وتلعبها بسهولة
،وتقذفها بقوة ..فتلك مسألة صعبة!.إذن
..مسألة ممارسة المرأة العربية لكرة
القدم ..لم تكن مسألة سهلة ..ولكنها
لم تكن مستحيلة .
فكيف ولدت الفكرة ..وكيف
تحولت
إلى حقيقة؟
تعالوا ـ أصدقائي القراء
ـ
لنتعرف على القصة من
بدايتها
.
ولادة الفكرة بدأت عام1971
..وإشارة الضوء كانت الأفلام الرياضية
التي يعرضها التلفزيون السوري ومن
ضمنها مباريات كرة القدم بين السيدات
..والمنفذ
هو نادي
الشهباء في حلب
ـ حي السريان
.ففي هذا النادي حيث تمارس الفتاة
نشاطاتها جنبا إلى جنب مع الرجل....فكر
مجلس إدارة النادي بإنشاء أول فريق
للفتيات بكرة القدم ،ونقل الفكرة إلى
أولياء اللاعبات .فوجدت قبولا وتجاوبا
من غير حدود واستجمع النادي ما لديه
من فتيات رياضيات
وبدأ
عملية اختبار واختيار .
ومن أول تمرين لهن ..اكتشف المشرفون
أن هناك قابلية كبيرة واستعداداً جديا
لممارسة اللعبة ..تماماً كما يمارسها
الرجال ..دون خوف ولا رهبة .وبدأت
اللاعبات بالتمارين الجدية المنتظمة
،وأخذ
مجلس الإدارة يفكر في نقل الصورة إلى
الجماهير
،فوجد
أن أفضل سبيل هو إجراء مباراة رسمية
،ولكن
مع من تلعب الفتيات ؟
قالوا :لتكن المباراة الأولى مع فريق
أشبال النادي ..ما دام لم يتشكل بعد
أي فريق آخر للفتيات .
وفي نهاية صيف عام1971 أعلن عن إجراء
أول مباراة رسمية بكرة القدم بين فريق
آنسات نادي الشهباء وفريق أشبال
النادي .ورغم أن مباراة أخرى
بين الرجال وعلى بطولة الدوري العام
كانت تجري في نفس الوقت في الملعب
البلدي بحلب..إلا أن
خمسة آلاف متفرج قصدوا ملعب
نادي الشهباء
،ليشهدوا
ولادة أول فريق أنثوي لكرة القدم
..وكان في مقدمة المتفرجين المتحمسين
أولياء اللاعبات .
وجرت المباراة ...تماما وفق القواعد
المتبعة في مباريات الرجال ..مع فارق
في وقت المباراة الذي
اختصر إلى ساعة
..سجلت فيها ثمانية
أهداف كان نصيب فريق الفتيات منها
خمسة أهداف وخرج فائزاً على فريق
الأشبال،
الذي لم يتمكن من إحراز أكثر من ثلاثة
أهداف .
وهكذا ولد أول فريق أنثوي لكرة القدم
في حلب ..وتحولت الفكرة إلى حقيقة
..وكسرت الفتاة السورية طوق العزلة
..ومضت تلعب لعبة الرجال بشجاعة وجرأة
.والسؤال الآن :ما هو صدى تشكيل هذا
الفريق ..وما هي مقومات استمراره
،وحياته ؟.
الإصداء على الصعيد المحلي كانت واسعة
..ومشجعة ..فقد بدأ التفكير في بعض
المحافظات السورية بتشكيل فرق مماثلة
..وقد لا يمضي هذا العام إلا ونسمع عن
فرق أنثوية أخرى أخذت تلعب كرة القدم
.والتشجيع من قبل أولياء اللاعبات كان
رائعاً
..بدليل إنه لم تمض ثلاثة أشهر على
ولادة الفريق حتى تضاعف عدد المنتسبات
إليه ..
يقول السيد
جورج بلطه مدرب الفريق:
إنني لم أكن أتوقع أن تقوم اللاعبات
بتنفيذ المبادئ
الأولية للعبة بمثل هذه الجدية ..كما
لم أكن أتوقع أن تستوعب اللاعبات
اللعبة وتحبها بمثل هذه السرعة
والسهولة .
وتقول اللاعبة
منى قس (18 سنة)رئيسة الفريق
،وهي في الوقت نفسه لاعبة في منتخب
حلب لكرتي السلة والطائرة ،إن أشد ما
يؤسفها
أنها بدأت تتعلم كرة القدم وهي كبيرة
..ولكنها لم تجد في اللعبة الصعوبة
التي كانت تتصورها
ـ
يقول السيد
سليم طرقجي
أحد الإداريين المتحمسين جداً للفريق
،إن منتهى ما يتمنى أن تتشكل فرق
مماثلة في بقية المحافظات حتى تتاح
للفريق أن يلعب وأمام الجمهور بشكل
مستمر ..وإن تأخرت ولادة هذه الفرق
،فإن نادي الشهباء يفكر في استقدام
فرق أجنبية دون حساب للنتائج .ولما
سمع بتشكيل أول فريق للفتيات يلعب كرة
القدم في النادي الأهلي القاهري
قال:سندعو هذا الفريق في أول فرصة .
أما رئيس النادي المهندس
بول كلور
،فقد ذكر بتواضع أن النادي وأنصاره
ومشجعيه لن يبخلوا في رفد هذا الفريق
بكل الإمكانات المادية والمعنوية
،هدفه من ذلك تأكيد شجاعة المرأة
وجرأتها وقدرتها على مجاراة الرجال في
كل شيء .
وتبقى تحية من أسرة
((الرياضة
والجمال))إلى نادي الشهباء
بحلب الذي كسر الطوق وحطم القيود
.وأطلق الرياضيات فيه ليلعبن لعبة
الجنس الخشن ..بلا قيود ولا مقيدين !.
الاداريين:
ـ جورج
بلطة.
ـ منى قس
ـ كيراكوس مختار.
ـ لطوف فضول .
أسماء اعضاء الفريق:
فيوليت
عنانوئيل ـ أوديت ترزي ـ
سميرة ترزي ـ راغدة فضول
ـ أيدا فلاح ـ مها دباس ـ
فيوليت مختار ـ نائلة
مختار ـ فيروز عبدو ـ
سلوى فستقجي ـ ايفا دنهش
ـ لوسين سعادة ـ هيفين
عقاد ـ سمر عقاد ـ قمر
عقاد ـ جوزفين كالوس ـ
بهية جولجي ـ فردوس. |
|