الزائر للكنائس القديمة بالقاهرة سواء في حارة الروم، أو حارة زويلة، أو كنائس منطقة مصر القديمة، سيدهش بالكم الكبير للأيقونات الرائعة الّتي تزيّن حوائطها، وأحجبة الهياكل. وإذ تأمّل مليّاً الكتابات والتواريخ المسجّلة على هذه الأيقونات يعود معظمها إلى القرن الثامن عشر الميلاديّ، ومن بين هذه الأسماء المسجّلة على هذه الأيقونات سيجد أنّ أكثرهم تكراراً على الإطلاق اسم "حنّا الأرمنيّ". وهذا الكتاب موضوعه مصوّر الأيقونات الأرمنيّ هذا الّذي عاش وعمل في القاهرة، وهو كتاب له دلالات عديدة. فيوحنا الأرمنيّ، شخصيّة معروفة جدّاً عند مؤرّخي الفنّ القبطيّ، فهناك كمّ كبير من الأدبيّات عن الإنتاج الفنّيّ لمصوّر الأيقونات هذا الّذي عاش في القرن الثامن عشر، في إطار تاريخ الفنّ. غير أنّ هذا الكتاب يفتح أمامنا منظورات جديدة لدراسة حياته وعمله من زاوية مختلفة كثيراً. والأيقونات بحكم التعريف، تشكّل جانباً من الفنّ الدينيّ، فكانت تراعي معايير معيّنة في الشكل والمضمون. وقد إلتزمت الأيقونات بتقاليد الفنّ القبطيّ في اختيار المناظر الّتي صوّرت والقدّيسين، ولكنّها تعكس أيضاً، كما يبيّن الكتاب، جوانب أخرى من الحياة المدنيّة السائدة في مجتمع القرن الثامن عشر. كتاب يوحنا الأرمني وأيقوناته القبطية (فنّان في القاهرة العثمانيّة) بقلم مجدي جرجس.