لقد شغلت الباحثين لفترة طويلة قضية شخصية المسيح التاريخية ومدى تطابقها أو اختلافها مع مسيح العقيدة. وانقسموا في تصورهم لشخصية المسيح إلى تيارات متباينة. كان منهم من يقول أنه كان من الأنبياء المنذرين بنهاية العالم، وآخرين يرون فيه مجرد شخصية خيالية مختلقة، ومنهم من يراه حكيماً زاهداً من اتباع الفلسفة الكلبية، لكن معظمهم يعتقد بأن المسيح التاريخي هو غير مسيح العقيدة. ولأنّ يسوع المسيح لم يترك أي أثر مباشر، وكل ما يعبّر عنه هو الأناجيل التي كُتبت بعد حياته بزمن طويل، ولم تكتبها الأسماء التي تُنسب إليها، فحتى الكنيسة الآن تستخدم عبارة "وفقاً لمتى" أو "وفقاً لمرقص" أي أنها منقولة عنهم. لذلك فإنّ الدراسات التي تتناول حقيقة يسوع غالباً ما تثير خلافات حادة تشمل، إضافة للباحثين، رجال الكنيسة وعامة الناس، وتستمد هذه الخلافات إشكاليتها الخطرة لأنها تلامس بشكل مباشر قضايا اساسية من الإيمان المسيحي.
ويأتي هذا الكتاب معتمداً على المصادر القديمة من خارج العهد الجديد، ليتناول كل تلك الإشكاليات ويخضعها لطرائق النقد العلمي، فيخرج بنا إلى نتائج في غاية الأهمية، إن كان على مستوى عقائد الإيمان المسيحي أو على المستوى التاريخي لشخصية يسوع المسيح.
كتاب يسوع المسيح خارج العهد الجديد تأليف روبيرت أي فان فورست، وترجمة وسيم حسن عبده. مراجعة وتعليق الدكتور منذر الحايك. الغلاف: جمال الأبطح، التدقيق اللغوي بديع عبيد، الإشراف العام يزن يعقوب، الإخراج الفني فؤاد يعقوب.