يطرح كتاب وعود الإعلام وأوهام الحرية: المسيح والتحرير ذاته كدليل يستطيع القارئ، مؤمناً كان أو غير مؤمن، أن يتوسّله للخروج، إلى حد ما، من العالم الوهمي الذي تبثّه وسائل الإعلام بهدف تمرير مشاريع اقتصادية وسياسية استغلالية، فتُتاح له فرصة إعادة النظر بطريقة تلقّيه المعلومات التي تبثّها هذه الوسائل، من أجل الوصول إلى قراءة الواقع بعينين جديدتين. وإن كان الكتاب يعالج العلاقة بين الإعلام وحريّة التعبير، إلا أنه يربط حق الإنسان بحريّة التعبير بحقّه بالـ "الخبز"، أي بحياة كريمة على هذه الأرض، في رؤية مسيحية تؤمن بأن الكلمة تجسّد، وترى الإنسان كُلّاً واحداً يحيا بالاستجابة لمحبة الله بمحبة، هذه المحبة التي تقيمه محبّاً البشر وخادماً لهم، متابعاً مع الله خلق الملكوت في هذا العالم، الملكوت الذي دشّنه يسوع على خشبة.
الكتاب يقدّم ذاته دعوةً للمسيحيين، ولكل مخلص للإنسان، كي يلتزموا الإنسان كلاً واحداً، مخلوقاً مدعواً إلى تحقيق حرّيته، "حرية أبناء الله"، وكي يقاوموا مع إخوتهم في المواطنية بُنى التدجين والتفقير القائمة في المجتمع الذي يعيشون فيه، طالبين "المدينة الآتية" بمحاولة تحقيقها "الآن وهنا"، لأن الملكوت هو بيننا. وما هذا إلا مسيرة جلجلةٍ قيامية. يتحدّث الكتاب في فصوله عن: حريّة التعبير من منظور مسيحي، حريّة التعبير في وسائل الإعلام، حريّة تعبير الإنسان المُتابع الإعلام، حريّة التعبير والخبز، أساليب المقاومة. الكتاب من تأليف خريستو المر ومن منشورات تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع.