في سنة ثلاثمائة وخمس وأربعين للميلاد، بزغ في سماء المسيحية نجم جديد ملأت أضواؤه رحاب الكنيسة، وغشيت من أنواره أبصار فلول الوثنية في إبّان الدولة الرومانية المنهارة. وكان للوليد الجديد دوي كالرعد يزلزل عروش القياصرة ويردّهم عن غيّهم صاغرين. كان يطلق القذائف من فمه فيكشف أباطيل المنافقين. لا يخشى في الحق لومة لائم ولا يلين. وكان إذا اعتلى المنابر هزّها بسحر بيانه وقوة حجته وسلامة منطقه. فدانت له قلوب رعاياه. وسعى إليه أصحاب التيجان من الأباطرة، وأوكلوا إليه تعمير كنائس المسيحية ونشر فضائل الدين القويم. واهتدى على يده الكثيرون من الوثنيين، واعتنقوا الدين المسيحي. فكان في هذا خلاص للنفوس وكسب للكنيسة غير منكور. يروي كتاب مقالات يوحنا فم الذهب وسيرته سيرة ونشأة القديس يوحنا الذهبي الفم، ويضم عدة مقالات تتحدث عن الاجتهاد في تربية النشئ ومواعظ بديعة تروي شروح كتب البيعة. قدّمه الشيخ ناصيف اليازجي.