قضية الشر من أكثر الموضوعات التي تثير الجدل بين الباحثين في اللاهوت المسيحي، خصوصاً عندما يُساء فهمها او تفسيرها بشكل غير دقيق. من بين أبرز الإشكاليات التي تواجه هذا الموضوع هي محاولات بعض المفكرين، أو التفسيرات اللاهوتية التي تنسب الشر إلى الله سواء باعتباره خالقاً للشر، أو كونه مسؤولاً عن العقوبات والألم والموت الذي يعاني منه الإنسان. لقد ناقشت هذه الدراسة مفهوم الشر في الكتاب المقدس، كما طافت في تفسيرات الآباء الشرقيين والغربيين، وأضاءت على فكرة كيفية تعامل الكنائس التقليدية مع الشر من خلال قداساتها وطقوسها. وفي نهاية المطاف يتبين أن الشر في الكتاب المقدس ليس جوهرياً في الخلق، بل هو نتيجة للحرية التي منحها الله للبشر. وبينما يظل الشر موجوداً في هذا العالم تبقى الكنيسة هي مكان الخلاص والشفاء، حيث يواجه المؤمنون الشر عبر الإيمان والتوبة والإفخارستيا، ويسعون إلى الوحدة الكاملة مع الله، الذي وحده يستطيع أن يبدد الظلام ويمنح الحياة الأبدية. كتاب مفهوم الشر شرقاً وغرباً بقلم بنيامين الباحث.