يهدف كتاب مسيحيو العراق - محنة الحاضر وقلق المستقبل إلى تسليط الضوء، على ما يعانيه المسيحيون في العراق من ممارسات تهميش وقتل وترحيل، وما نجم عن ذلك من تزايد هجرتهم خارج العراق، مما قد يدفع بالنتيجة إلى تناقص أعدادهم، وربما تلاشي وجودهم في المستقبل المنظور، الأمر الذي سينعكس بحسب رأي المؤلف دهام محمد العزاوي على واقع التعايش والاندماج الاجتماعي والتعددية الثقافية، التي تمتّع بها العراق طيلة تاريخه القديم والحديث.
قُسّمت الدراسة إلى خمسة فصول رئيسة وفصل تمهيدي، تعرض المؤلف فيه لخصائص الهوية المسيحية بين الوحدة والانقسام، مبيّناً فيه مقوّمات الوحدة في الواقع المسيحي، والمعوقات التي تواجه العمل المسيحي المشترك.
وأما الفصل الأول فقد تناول بإطلالة تاريخية بداية الانتشار المسيحي في بلاد ما بين النهرين والعوامل التي ساهمت في ذلك، وما نجم عنه من ظهور حواضر مسيحية لا يزال صداها حاضراً في تاريخ العراق المعاصر.
أما الفصل الثاني فقد تناول فيه الدور المسيحي في الحضارة الإسلامية، وما ترتّب عنه من إسهامات لعلماء مسيحيين في الحضارة الإسلامية، وفي مختلف التخصّصات العلمية والأدبية. وفي الفصل الثالث تعرض للوجود المسيحي إبان الغزو، والاحتلال المغولي للعراق وما نجم عنه. كما تعرض للوجود المسيحي في ظل الدول العثمانية.
أما الفصل الرابع فقد تناول فيه الوجود المسيحي في الدولة العراقية الحديثة، وكيف تغلغل المسيحيون في كل مفاصلها، مساهمين وبشكل فاعل في نهضة العراق وتقدّمه في ميادين الحياة العلميّة والإنسانيّة.
وأخيراً تناول في الفصل الخامس الواقع المسيحي في ظل الإحتلال الأمريكي للعراق، حيث تطرّق للإستراتيجية الأمريكية والإسرائيلية في تفكيك النسيج الإجتماعي للعراق، وبما يؤدي إلى إجهاض دوره الإقليمي وإضعاف قوته على نحو يديم الوجود الأمريكي فيه.
وفي الخاتمة تناول مستقبل الوجود المسيحي في العراق برؤية لا تخلو من التشاؤم في ظل استمرار سياسة الفوضى والتفكيك التي يتبنّاها الاحتلال الأمريكي، والقوى المتسرّبلة بمشروعه السياسي في العراق. الكتاب من منشورات مركز الجزيرة للدراسات والدار العربية للعلوم ناشرون.