لما كانت العبادة يتوقف عليها مدار الخلاص للعام والخاص، وكان الأكثرون من أبناء هذا الزمان يجهلون فروضها الحقيقية وشروطها الواجبة المرعية، فضلاً عما غامر قلوب أبناء الكنيسة الأرثوذكسية من الأفكار الغريبة، وخالجت ضمائرهم الشكوك من لدن أولئك الذين دأبهم رشق أسهم الريب ونبال الشك في قلب وكبد اليقين، ورمي وإلقاء الحقيقة تحت ستار الضلال المبين. انتهز الزمن الأنبا ايسوذورس ليقوم بأعباء هذه الخدمة الأخوية، وتتميم واجباتها الروحية وناظماً لما جمعه في سلك التصانيف، مبرهناً عن وجوب العبادة للذات العليه، وما يتعلق بها من الواجبات وفروضها اللازمة في الأوقات المحدودة والساعات، معتمداً بذلك على برهان الكتاب القويم، مفنّداً بذلك المشاكل المعضلة ومبيناً ما ورائها، محرضاً أبناء الكنيسة للتمسك بعرى العبادة الوثيقة وسنتها بما أنها هي الحقيقة، فقد جاء كتاباً يشرح الصدر سمّاه "مرشد العابد ودليل القاصد إلى وجوب العبادة" ببابه الأول في وجوب العبادة والصلوة، والعبادة الخصوصية، ومادة الصلاة، وتوجيه النية في الصلوة، وأوقات الصلوة، والصلوة العمومية. والباب الثاني في الصوم وتنوعه بحسب ما جاء في الكتاب المقدس والتقليد الشريف، والصوم العمومي بحسب ظروف الأوقات وأحوال الحيوة، والصوم الخصوصي والعمومي بحسب العبادة الواجبة، وفروض العبادة المعنوية.