مدينة الله للقديس اوغسطينوس (المجلد الثاني) الكتب من 18 - 22. نقله إلى العربية الخورأسقف يوحنا الحلو. في هذا الكتاب يقدّم لنا المؤلِّف عدّة مفاجآت: إلى جانب التاريخ المقارن بين التاريخ المسيحيّ والتاريخ المدنيّ أو العالميّ، يقيم أوغسطينس من جديد، مقاماً للأنبياء الذين يهمّه أمرهم، بقدر ما يبشّرون بأسرار المسيح وكنيسته. ويعطي مجالاً للفلاسفة اليونانيّين: مثلاً بين الحكماء السبعة، في التقليد الأغريقيّ، والأنبياء، مقارنةٌ ورهان على من يحقّ لهم أن يعلّموا الناس، وينهيه لمصلحة الأنبياء، وبخاصّة، لأنّ أقوال الأنبياء نُقلت إلى اللغة اليونانيّة في (السبعون). أما في الكتاب التاسع عشر ففيه يبلغ الكاتب الهدف المنشود وهو الربط بدقة بين مصير المدينتين الأرضية والسماوية، فهو يناقش على طريقة الفلاسفة مسألة ما تهدف إليه الحياة البشرية ونوعية السعادة، التي لا يمكن أن تحقق من خلال مفهوم شيشرون للفضائل. ويبدو في تفسيره للسعادة ميل إلى طريقة أرسطو لا إلى أفلاطون. أما الكتاب الحادي والعشرون فيدور حول أنّ المسيح يسوع يعطي كل مدينة ما تستحقه: العذاب للشيطان وزبانيته، والسعادة الأبدية للأبرار في حين أن قيامة الأجساد تواجه صعوبة، ولا سيما فكرة القيامة إلى عذاب أبدي.