الإسكندرية بحسب رأي المؤلف هي قصور الأغنياء وأكواخ الفقراء، هي مدينة التقوى والفجور، المعرفة والجهل، الظلم والحريّة. من هذا المزيج تتولّد هذه الرواية التي تجري أحداثها في العقد الأخير من القرن الثاني الميلادي، بعد تولّي كليمندس السكندري كرسي التعليم في مدرسة الإسكندرية، التي كانت تُعنى بتلقين الإيمان للموعوظين كما كانت تشرح دقائق اللاهوتيات للمتخصصين والمعلمين. وقد كانت تلك المدرسة بمثابة أول معهد علمي حقيقي في العالم المسيحي يقوم عليه متخصصون أكفاء مؤهلين. حاول الراهب سارافيم البرموسي تقصّي الدقة قدر المستطاع، فقرأ الكثير من الكتب التي تتحدث عن الإسكندرية في تلك الحقبة حتى تكونت لديه صورة عن هذا المجتمع الذي يحيا حراكاً يومياً. المجتمع الذي شهد توالد أفضل العقول المسيحية على مر التاريخ المسيحي حسب تأكيدات العلماء والباحثين. كما قرأ العديد من أعمال كليمندس السكندري ليقف على تركيبته الشخصية الفريدة المنفتحة على الثقافة والراسخة في الإيمان. لذا فإنّ معظم كلمات كليمندس الواردة في الرواية مأخوذة عن فكره وكتاباته لكن مع تصرف روائي لتخرج في السياق المنشود. راجع كتاب ليكن نور الأنبا ايسيذورس. من منشورات دير السيدة العذراء - برموس.