يبدو للمؤلف أنّ هناك علاقة بين رفضْ الطقوس وبين الهرطقات الغنوسية القائلة بأنّ المادة شر، والتي زعمت أنّ جسد الإنسان من صنع إله الشر، بينما روحه من صنع إله الخير. صحيح إنّ الله روح، والساجدين له بالروح والحق يسجدون، لكن الحاجة إلى طقوس ينشأ من كونها ليست مخالفة لرسالة المسيح الروحية، وكأننا لسنا في حاجة إلى اشتراك الخلفية المادية معنا في التسبيح. ولذلك رفضْ الطقوس ينطوي في داخله دون إدراك، على التحقير من كل ما هو مادي. وكأنّ جسد الإنسان، أو المادة أو الكون كله لا علاقة لها بالله، بل رفضْ لما قاله القديس بولس بخصوص خلاص الخليقة وذلك في رسالته لرومية قائلاً "لأنّ الخليقة أيضاً ستعتق من عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله". كتاب ليتورجيا الحياة إعداد د. ديفيد فاروق. مراجعة لاهوتية الأنبا أبيفانيوس. تصميم الغلاف موريس وهيب. إعداد للنشر أمجد بشارة. إخراج فني رامز يسري. من منشورات دار رسالتنا للنشر والتوزيع.