إنّ الكتابين المعنونين "الإنجيل بحسب القديس لوقا" و "أعمال الرسل" يشغلان حيّزاً كبيراً من العهد الجديد: إنهما يحتويان على نحو ربع العدد الكلي لآياته. ويمثل عددها المشروع الأدبي الأكثر طموحاً في الحركة المسيحية، في مرحلة التلمس من القرن الأول الميلادي. فلا عجب، والحالة هذه، أن يكون هذان الكتابان قد طبعا حياة الكنيسة بختمهما.
ومنذ عهد مبكر، قُرأ الكتابان منفصلين،وأخذ إنجيل لوقا موضعه بين الأناجيل الأخرى. أمّا سفر الأعمال، فقد ضُمّ إلى "القانون" بصفة كتاب استثنائي. وكتاب كتاب لوقا - الأعمال (وعد التاريخ) هو مقدمة لهذين الكتابين، وتتركز هذه الدراسة على نقاط من الشرح تتناسب مع "لوقا - الأعمال" بصفتهما كتاباً واحداً: لماذا اختار مؤلف هذا الإنجيل، خلافاً للانجيليين الآخرين، أن يخلق إطاراً أوسع ليشرح فيه رسالة يسوع؟ ما هو الاختلاف الذي يقدّمه لشرحنا الإنجيل والأعمال كونهما مرتبطين؟ ما هي المواضيع التي تميز أو توحّد المرحلتين الأولى والثانية من قصة لوقا؟ وهل تختلف طبيعة الكتاب الموحّد عن طبيعة كل منهما على حدة؟ من هذه الأسئلة وغيرها ينطلق المؤلف دونالد يوئيل. تعريب الكتاب الأب ألبير أبونا وهو من سلسلة "أبحاث كتابية" ومن منشورات مركز الدراسات الكتابية - العراق.