إنّ المثل القديم الذي يقول إنّ التاريخ يكرر نفسه، ينطبق على تاريخ الكنيسة الذي لا نعرفه بقدر ما ينطبق على أي مجال تاريخي آخر. لكن كيف لنا أن نقارب هذه الحقيقة؟ إنّ ما حصل ماضياً من أحداث في تاريخ الكنيسة كان معظمها ترويجياً، وكثير مما كُتب في هذا الباب قد أُنجز ببراعة، لكنه كان منفصلاً في الظاهر عن حاجات الكنيسة المعاصرة.
سعياً إلى اكتشاف هذه الحاجات، يقدّم لنا روان وليامس (أسقف كنتربُري) بعض التأملات في ما نظنّه ماضياً على العموم، ويأخذ بعين الاعتبار كيف أنّ اللاهوتيين لم يستخدموا تاريخ الكنيسة لتثبيت وجهات نظرهم وحسب، بل لتوضيح ما نحن (البشر) عليه. وانطلاقاً من هنا، تبرز أهمية التاريخ بصفته علماً يعمّق تفكيرنا الحاضر، ويساعدنا على التحليل وإجراء مقارنة أشدّ تنوّعاً وأوسع حيلة بين من نحن والعالم الذي نحن فيه. "لماذا ندرس الماضي؟" البحث عن الكنيسة التاريخية. نقلته إلى العربية كلير بو ناصيف. التدقيق اللغوي آن ماري شكور. تصميم الغلاف صفاء الفطايري. إخراج تانيا زيدان. من منشورات دار المشرق - بيروت.