أسئلة كثيرة تُطرح على العهد القديم وبعضها يساوره الدس والطعن! إلا أن هناك سؤالاً واحداً يجب أن نطرحه: لماذا قرأ يسوع، والمسيحيون من بعده، هذه الأسفار المقدسة ورأوا فيها، لا بل سمعوا من خلالها، كلمة الله الموجّهة إليهم، بصفتها نداء إلى الحياة؟
"سيصبح يسوع ذاته مشوّهاً إذا ما أنتُزع من جذوره اليهودية، أو إذا شئنا أن نبلغ إليه من دون هذا الإعداد الطويل الذي تضمّنه تاريخ إسرائيل": قالها مؤلفو هذا الكتاب، في مقدمتهم، وهم على يقين من أن العهد الجديد ذاته يبقى مغلقاً بوجه الذين يجهلون القديم! ذلك لأنّ مضامين العهد الجديد يجد جذورها العمية فيه، ومفرداته المتميزة تصدي لمفردات كانت لها معانيها ورموزها، ومع ذلك، لا يسوغ لنا أن نقرأ العهد القديم بغية أن نرى يسوع فيه، بل يتعين علينا أن نقرأه في إطار خبرة بني إسرائيل الإيمانية، ونرى من ثمّ، في يسوع الناصري والمصلوب. ذاك الإنسان النموذجي الذي جعل مشروع الله ينجح فيه. فكان "الابن الحبيب" الذي رضى الله، وأقامه بكراً من بين الأموات... وهكذا يتسنى لنا نحن المسيحيين أن نجدد قراءة هذه الأسفار المقدسة في نور القائم الذي يفسر لنا كل ما يختص به، من موسى وجميع الأنبياء، في جميع الكتب، ويفتح أذهاننا من ثم لنفهمها.
"العهد القديم" عالم واسع، ولا بدّ للدخول إليه من دليل، وهذا المدخل هو بمثابة الدليل الذي - كما جاء في المقدمة بحسب المؤلفين - يقودنا لنفهم جوهر إيمان إسرائيل في إطار تاريخه، ويمكنّنا من قراءة إيمانية تجعل خبرة إسرائيل الدينية تصبح أساساً ونور للحياة المسيحية.. ذلك لأننا نؤمن لنفهم، وحين نؤمن، أي حين ندخل في عالم هذه الخبرة الإيمانية، يزداد فهمنا!
كتاب قراءة في العهد القديم - ج1 قبل الجلاء تناول بدايات سفر التكوين وحلقة الآباء وصولاً إلى الخروج، ذاك الحدث المؤسس لشعب الله. وقبل أن يتناول الفترة ما بين الخروج والملكية، توقف عند سفر تثنية الاشتراع ليبرز المنعطف الذي تمّ في أعقاب يوشيا، وتمخّض عن إعلان إيمان الشعب بإله واحد. وإذ استعرض عهد الملك داود وسليمان حتى زمن الجلاء، استعرض أيضاً دور عدد من الأنبياء في مملكتي يهوذا وإسرائيل، من عاموس وهوشع وإشعيا (قبل الجلاء) وحتى إرميا وحزقيال نبيّي الجلاء. الكتاب من تأليف جوزيف أونو، موريس أوتاني، فيليب كريزون، جان لوقا تيرون وتعريب الأب بيوس عفاص. الكتاب من سلسلة أبحاث كتابية. من منشورات مركز الدراسات الكتابية بالموصل - العراق.
أجزاء أخرى:
قراءة في العهد القديم - ج2.