ازدهر في إنكلترا لأكثر من 1000 عام، منذ قدوم التلاميذ الأوائل للمسيح وحتى الغزو النورماندي عام 1066، التقليد المسيحي الذي تجده بشكل رئيسي اليوم في الدول الأرثوذكسية الشرقية: اليونان، أوروبا الشرقية وروسيا. في هذا الكتاب عُملت محاولة متواضعة لوصف كنيسة إنكلترا الحقيقية القديمة، التي ازدهرت قبل الغزو النورماندي، من خلال سير حياة بعض قدّيسيها الذين عاشوا في فترة الثلاثمائة سنة، الممتدة من التدخل الرئيسي الأول للكاثوليكية في شؤون الكنيسة الإنكليزية، في مجمع تشيلسي وحتى موت ويليام الفاتح في 1087. تمّ اختيار هذه الفترة لعدة أسباب: أولاً سير حياة القديسين في هذه الفترة تمثل كنزاً روحياً مميزاً لا يزال غير معروف كثيراً وغير مترجم أو منقول. ثانياً هذه الفترة تمثل وحدة تاريخية شملت سقوط الممالك السبعة القديمة للانكليز تحت ضغط غزوات الفايكينغ، ثم النهوض التدريجي لكل الممالك وخضوعها للحكم الإنكليزي. ثالثاً هذه الفترة في التاريخ الإنكليزي تتزامن مع تدني وسقوط نظام البابوية لبابا الروم الكاثوليك. هذا الكتاب مخصص لكل القديسين من إنكلترا، وبالرغم من أن هذا الكتاب ليس كتاباً تاريخياً فمع ذلك بُذلت كل الجهود للحفاظ على الدقة التاريخية. تأليف فلاديمير موس وترجمة الشبيبة والبشارة بمطرانية حلب للروم الأرثوذكس.