هناك لحظات كثيرة في الانجيل المقدس عُدّت حاسمة من جهة معاملات الله مع الانسان، منها ما كانت مصيريّةً ومنها ما كانت مصحوبة بالندم وأخرى بالفرح، حيث عدّها أصحابها حاسمة في حياتهم الأرضية. أما اللحظة التي يتحدث فيها الراهب مكاري البهنساوي (الرياني) عنها في هذا الكتاب هي اللحظة التي تفارق روح الانسان جسده لتعرف مصيرها. حاول المؤلف أن يرسخ داخل أذهان القرّاء الدافع للانتباه للحظة الموت الفجائية تلك التي يتحدد معها مصير الإنسان الأبدي، إما فرحاً ومجداً في الأبدية السعيدة أو عذاباً وألماً في الجحيم الأبدي. وقد أسهب في بعض أجزاء الكتاب في وصف طبيعة العذابات وأنواعها المختلفة، لا بقصد التخويف بل للإنذار على أساس ما أعلنه الكتاب المقدس من حيث أن الانتهار يؤثر في الحكيم أكثر من الجلدات لظهر الجاهل، وإنّ التأديب لا يُميت لكنه ينقذ من الموت. كتاب في لحظة في طرفة عين من إعداد الراهب مكاري البهنساوي تحت إشراف الأنبا اسطفانوس (أسقف ببا والفشن وسمسطا).