الصليب ليس مجرد كلمة ينطقها المسيحي، إنما هي عقيدة أساسية ليس فقط للمسيحية، وإنما لطبيعة العلاقة التي تربط الإنسان بالله. فكل المحبة الإلهية للإنسان تجلت على الصليب. صلب المسيح حقيقة تعادل في أهميتها طبيعة المسيح، بمعنى أننا نؤمن أن المسيح هو الله المتجسد: أي هو الله الظاهر في طبيعتنا البشرية. فطبيعة المسيح هذه اللاهوت المتحد بالناسوت، وقد سبق فأكّد المسيح أنه سيبني كنيسته على صخرها. فهي بمثابة الاساس الحقيقي الذي وضع المسيح عليها صليبه الذي صُلب عليه. فطبيعته مرتبطة ارتباط أساسي غير منفصل بفدائه على الصليب بحيث لا يكمل الفداء إلا بهما معاً. صلب المسيح لم ينته بموته وإلا فلا قيمة للصليب، وإنما قوة الصليب انتهت بموت الموت حيث كسر المسيح سلطان الموت فقام من بعد الموت، معيداً حياة الخلود مرة أخرى للإنسان الساقط إذا ما قبل صليب المسيح وقوة قيامته المجيدة بالايمان، وعاش حياة التوبة والقداسة في المسيح. كتاب شهود الصليب للأخ وحيد بمثابة رد على كتاب "مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء".