ظهر هؤلاء القضاة في الفترة ما بين يشوع وبدء عصر الملوك (بداية شاول) فكانوا ذوي سلطة ولكن ليس كالملوك، فكان الحكم إلهياً، بمعنى أن الله هو الملك الخفي للشعب والقاضي يعمل كنائب الله. وكان كل سبط له رئيسه الذي يدبّر أموره الخاصة، أما الأمور الكبرى التي تمس الجماعة على مستوى جميع الأسباط كمحاربة الأعداء والتخلص من نيرهم فيرجع إلى القاضي. سفر يشوع هو سفر الخلاص المجاني، إذ يتسلم يشوع قيادة الشعب ليدخل بهم أرض الموعد (رمزاً للمعمودية الآن) ولكن سفر القضاة يكشف عن حال غالبية المؤمنين إذ يتهاونون بعطية الله العظمى ويتراخون في المطالبة بمواعيد الله المجانية. غالباً كتب صموئيل هذا السفر كما جاء في التقليد اليهودي ووافق كثير من آباء الكنيسة على ذلك. ينقسم السفر إلى ثلاثة أقسام، ويظهر في السفر عمل الروح القدس بقوة، روح القوة الذي به انتصر القضاة على الأمم وهو بذاته الروح الناري الذي يعطينا النصرة لا بعمل بشري إنما بعمله فينا. بقلم القس انطونيوس فكري.