هل ترى هناك أكثر ثراء من هذا الكتاب الذي يقدّم لنا المسيح ماسكاً السيف المسلول في فمه، وفي قبضته سبعة كواكب تمثّل الكنائس؟ أو الصور التي تمثّله بالحمل؟ أو بنجمة الصبح؟ هل من صورة أكثر إثارة لجماعة ليتورجية من حركات الصلاة والسجود التي يؤديها الأربعة والعشرون شيخاً أمام العرش السماوي؟ هل من صورة أكثر تأثيراً في الخيال الشعبي من الملائكة الذين ينفخون بالأبواق، والماسكين الكؤوس وهم يعلنون اقتراب الدينونة الوشيكة؟ كيف لا ننبهر بالمجد الساطع من جنّة عدن لشجرة الحياة، وببريق أورشليم الجديدة المزيّنة بالأحجار الكريمة والمضاءة بشمس الله والحمل؟ وماذا نقول عن الأبطال السلبيّين الذين يعجّ بهم سفر الرؤيا: الوحش ذو الرؤوس السبعة والقرون العشرة، التنين الأحمر الناري، الزانية ذات الجاذبية المقرفة والمخادعة؟ فلقد كان للصفات الملصقة بهؤلاء الأبطال السلبيين أثرها أيضاً على الرسوم التي مثّلت قوى الشر في تاريخ الفن. إننا ننحني إجلالاً أمام ثراء مثل هذه الرموز. فسفر الرؤيا يبقى لوحة فنية ضخمة وكتاباً مصوّراً يمثّل احتفالية حقيقية للعيون. لذا علينا الاصطفاف على عجل مع يوحنا لننظر ونرى، ويبقى عمل يوحنا مشروعاً للتأمل وليس للحسابات. فلا ينبغي أن نعمل من هذا السفر بحسب المؤلف ساحة حرب، ولا مجموعة من النبؤات الرقمية، بل علينا بالأحرى تلقيه كنداء إلى النظر أبعد وأعمق من الكلمات. كما يستعرض الكتاب الأسئلة الأساسية المتعلقة بكل مدخل إلى الموضوع: المؤلف. تاريخ التأليف والظرف التاريخي. المرسل إليهم. أدوات التأليف. الأنواع الأدبية والرمزية. كتاب سفر الرؤيا عبارة عن تفسير راعوي من سلسلة أبحاث كتابية تأليف جان بيير بريفو وتعريب المطران جرجس القس موسى. من منشورات دار بيبليا للنشر - الموصل.