ما هي الصلاة إذاً، كما يتم رؤيتها من منظور هذه العقيدة عن "الروح القدس"؟ هل هي مجرد لغة العجز؟ هل هي فقط كما يعرّفها بالي، تعبير عن الاحتياج؟ هل هي لا شيء أكثر من رثاء الفقر، أو أنين المعاناة، أو صرخة الخوف؟ هل هي ببساطة ثقة الضعف في القوة، أو استناد الجهل على الحكمة، او اعتماد الخطية على الرحمة؟ إنها كل هذا، لكن أكثر. الصلاة المقدسة هي الروح القدس يتكلم من خلال ضعفات النفس البشرية. الحقيقة هي أننا لا نشعر أبداً أن المسيح حقيقة، إلا عندما نشعر أنه ضرورة. لذلك يجعلنا الله نشعر بتلك الضرورة. إنه يختبرنا هنا، ويختبرنا هناك. إنه يؤدب على هذا الجانب، ويؤدب على ذلك الجانب. إنه يؤلمنا ويحزننا بطرق لم نكن نتوقعها. وهو يرسل لنا تأديباته التي يعرف أننا سنشعر بها بأكثر تألماً. إنه يتعقبنا عندما نريد أن نفر من يده، وإذا احتاج الأمر، يمزق أشلاء هيكل خطط حياتنا بأكملها، والتي كنا نجاهد بها لكي نجمع معاً بين خدمة الله وخدمة الذات، إلى أن يجعلنا نشعر أخيراً أن المسيح هو كل ما يتبقى لنا. "ساعة صمت الاختلاء" تأليف أوستن فيلبس، ترجمة هدى بهيج. الناشر د. سامي فوزي. من سلسلة الكلاسيكيات المسيحية (اقرأ من أجل نفسك).