إنّ فلسفة "رسائل تكوينية"، والذي يحوّل كل إصحاح من سفر التكوين إلى رسالة من الله إلى القارئ، تنبع من محاولة جس نبض كلمة الله التي لا تزال حيّة إلى اليوم ولا تزال فعّالة هنا والآن. هذا ليس كتاباً تفسيرياً، وإن كان يحترم قواعد علم التفسير وقد لجأ إلى العديد من كتب التفاسير ليستخلص خلاصة كل اصحاح على نحو صائب. كما أنّه ليس كتاباً تأملياً، وإن كان إيقاعه يبطؤ في الكثير من الأحيان، بل ويقف، ليتأمل ويستطعم ويهيم في جماليات المشهد الذي يأخذه إليه النص. وهو أيضاً ليس عملاً تحليلياً نقدياً يناقش قضايا لاهوتية ويفنّد أراء متضاربة ويقدّم حُججاً ويخلص إلى خلاصة نهائية، وإن كان لا يخلو من الحس اللاهوتي. وإنما هو عمل أدبي حر، يستند إلى ركائز تفسيرية وعقيدية، ويجتهد أن يعصر لهجة رسائل الإنجيل الموجودة في سفر التكوين، دون الإخلال بأصالة المعنى. كتاب رسائل تكوينية - ج1 رسائل من سفر التكوين الإصحاحات (1 - 26) بقلم دينا طارق.