اشتهر آباء الكنيسة بالحرص على إتمام مسئولياتهم الرعوية بتوصيل رسالة الخلاص إلى أفراد رعيّتهم بكل الوسائل الممكنة. وضمن هذه الوسائل الفعّالة ما عُثر عليه لكثير منهم من رسائل رعوية بالغة الأهمية. وبالإضافة إلى التراث اللاهوتي الثمين الذي خلّفه القديس أثناسيوس (بطريرك الاسكندرية الـ 20) فقد عُثر له على مجموعتين من الرسائل الرعوية، كان لاكتشافها أثر عميق في الأوساط العلمية والدينية في العالم. والمجموعة الأولى من رسائله هي رسائل أعياد القيامة. والمجموعة الثانية عبارة عن عشرين رسالة شخصية بعضها مرسل إلى جماعات من الرهبان، والبعض إلى كنائس وابرشيات معينة، وبعضها مرسل إلى أساقفة وكهنة حول أسئلة ومشاكل رعوية.
اتخذت رسائل القيامة شكل مواعظ روحية عن أهمية العيد وعمل الفداء العظيم، مستحثّة المسيحيين على إتباع تعاليم المخلص. لم يعثر علماء الغرب على رسائل القيامة لأثناسيوس إلا في القرن التاسع عشر. كتاب رسائل القيامة للبابا أثناسيوس الرسولي.