الرسالة إلى الرومانيين، كتبها بولس من قورنتس في شتاء 57 - 58 م وكانت الرسالة إلى الغلاطيين قد سبقتها ببضع سنوات. والرسالتان هما جواب على أزمات حادة برزت في حضن الجماعات المسيحية الناشئة: ففي روما، كان المسيحيون من أصل وثني قد نسوا أخوتهم من أصل يهودي، وأخذوا يُحَجّمون من علاقاتهم بشعب الله. أما في غلاطية، فكان المؤمنون من أصل يهودي يحنّون إلى العيش وفقاً للروح اليهودية ويودّون التمسك ببعض طرقها في العيش... وكان على بولس - وهو ذاك الفريسي العنيد الذي كانت حياته تتمحور حول الشريعة - أن يحدّد طبيعة الجماعة المسيحية، المؤلفة من يهود ووثنيين، ويبيّن ما معنى "العيش بحسب الروح". لقد كان جلّ اهتمامه أن يوضّح مسألة الشريعة في صلتها بالحرّية، انطلاقاً من أن المعمّدين بالمسيح هم جسد واحد، ولم يعد هناك، لا يهودي ولا يوناني، لا عبد ولا حر، لا رجل ولا امرأة.. ولكَم هي عميقة انعكاسات هذه الحقيقة في الواقع اليومي. فمن القديس اوغسطينس إلى لوثر، وحتى اليوم لكَم قُرئت هذه النصوص المؤسسة وفُسرت وكُتبت عنها المجلدات... وإذا كانت في الماضي سبباً لانقسامات مريرة، فقد أصبحت اليوم خميرة شركة ووحدة. كتاب رسائل القديس بولس - ج2 (الرسالتان إلى روما و غلاطية) تأليف جان بيير ليمونون. تعريب الأخت باسمة الخوري. الكتاب من سلسلة أبحاث كتابية ومن منشورات دار بيبليا للنشر بالموصل.
أجزاء أخرى:
رسائل القديس بولس - ج1.
رسائل القديس بولس - ج3.