نحو سنة 50 - 52 م يبشر الرسول بولس مدينة قورنتس، هذا المرفأ اليوناني الشهير، حيث الانفلات الأخلاقي، وملتقى طرق تتلاطم فيه التيارات الفكرية وتتمازج الديانات من كل الاتجاهات. احتكاك المسيحية الناشئة مع عاصمة الوثنية هذه تثير مشاكل دقيقة وعديدة، فيحاول بولس حلّها في الرسالتين المعروفتين. في هاتين الرسالتين نكتشف مجموعة من المعلومات حول المسائل الخطيرة التي واجهت المسيحية الأولى، وهي تتيح لنا التعرّف على حلولها وكيفية قراءتها: الزواج والبتولية، الاجتماعات الدينية، الاحتفالات الأوخارستية، استخدام المواهب (وأكثرها شهرةً موهبة الألسنة) وخاصة العلاقة مع العالم الوثني المحيط، مثل اللجوء إلى المحاكم الوثنية، والأطعمة المقدّمة للأصنام. ولكن هاتين الرسالتين لا تتوقفان لدى بضعة استنتاجات واجراءات، فعبقرية بولس تتناول هذه القضايا الطقسية كذريعة للانطلاق في توسعات عميقة ومبتكرة عن الحرّية المسيحية الحقّة، وقداسة الجسد، وأولوية المحبة، والاتحاد بالمسيح المصلوب والقائم. كتاب رسائل القديس بولس - ج1 (الرسالتان إلى القورنتثيين) تأليف بول دي سيرجي و موريس كاريز وتعريب المطران جرجس القس موسى. الكتاب من سلسة أبحاث كتابية ومن منشورات دار بيبليا للنشر وإصدارات مركز الدراسات الكتابية بالموصل - العراق.
أجزاء أخرى:
رسائل القديس بولس - ج2.
رسائل القديس بولس - ج3.