تأخذنا الدهشة عندما نفتح هذا الكتاب الغريب : الأسلوب والصور، فواجع ونكبات، ولكن سفر الرؤيا هو أحد كتب العهد الجديد الذي يقرأه المؤمنون كثيراً ويفسرونه خاصة في أيام الشدة والضيق، فكيف نفسر هذا التناقض؟ أما نحس إحساساً غريزياً بأن هذا الكتاب يحمل إلينا رسالة أمل ورجاء؟ ولكن هذا الرجاء ليس بالرخيص، وهذا الامل لا يشبه ما تقدمه لنا القصص الخيالية التي تدفعنا إلى أن نحلم بعالم أفضل، بعد أن تخرجنا من عالمنا اليومي. هذا الرجاء هو رجاء واعٍ يدفعنا إلى أن ننظر إلى السماء وما فيها من صراع وإلى الارض المزروعة بالمجابهات والصراعات، هذا الرجاء مؤسس على أمانة الله، سيد المستقبل. كتاب يوحنا هذا هو رؤيا، وهناك كتب عديدة تسمى رؤيا، لان الفن الرؤيوي ( أو الجلياني)، الذي ولد في مناخ نبوي، ترك آثاره في بعض نصوص التوراة، ثم في نصوص منحولة دُونت قبل وبعد بداية المسيحية ولم تدخل في الكتاب المقدس. رؤيا يوحنا تدخل في هذا الاطار، ولكنها مؤَلف مسيحي يختلف معناه عما سواه. شارك في وضع هذا المؤلَّف الاختصاصيون: إتيان شربنتيه، دانيال سيسبويه، إدوار كوتنيه، بيار يريجان. نقله إلى العربية الأب بولس الفغالي.