ان الهدف من نشر هذه النصوص، التي تتناول اصل الانسان والكون بحسب تراث الشرق الادنى القديم (بلاد ما بين النهرين ومصر واوغاريت)، هو المساهمة في فهم الفصول الاولى من سفر التكوين. انها مساهمة محدودة لكنها فعلية، فكل الذين ارادوا ان يشرحوا هذه الفصول امام جماعة من الناس، يعرفون ما هي الصعوبات التي اعترضتهم، وما اشد الحاجة إلى تجاوز الكثير من الغموض الذي يلف هذه الفصول، فهذه النصوص هي على طريقتها، عرض لتكوين الانسان و عالمه. انها تساعد على فهم البدايات من زاوية دينية. فقبل ان يصيغ الشعب العبراني في ضوء ايمانه الخاص تصوره للبدايات، اجتهدت ثقافات اخرى في الاجابة على اهم اسئلة الانسان في حياته الاجتماعية من خلال الإطار الادبي للاسطورة او الرواية: من هم البشر؟ ما هي علاقاتهم بالآلهة؟ كيف نفهم واقع العمل، والثنائي الزوجي، والتوالد، والعبادة؟ ما هو نظام العالم؟ من يشرف على القوى الكامنة في هذا العالم و لمن تخضع؟ كيف نفهم الكوارث التي تحل بالبشرية كالجفاف والمجاعة والامراض والفيضان؟ كتاب خلق الانسان والعالم في نصوص من الشرق الادنى القديم ألّفه مجموعة من الباحثين. نقله الى العربية الاب سليم دكاش اليسوعي. الكتاب من سلسلة دراسات في الكتاب المقدس ومن منشورات دار المشرق – بيروت.