حينما يبدأ الانسان حياته الفعلية مع المسيح، يتلهف على قراءة الانجيل، وممارسة الأسرار بتدقيق وقضاء الأوقات في الصلوات والتسابيح والخدمة الباذلة. ووراء هذا كله يكون شخص المسيح المبارك وكأنه مجسم أمام عينيه، يتبادل معه حوار الحب الصامت من آن لآخر. وتتابع قراراته في تغيير سلوكه من إنسان يجاري هذا الدهر، إلى إنسان يحيا بمبادئ المسيح. ولو استمر الإنسان على هذا المنوال لصار تلميذاً مخلصاً وفياً للرب يسوع، ولكن قد تحدث محاربات وشكوك. وقد يبدأ المسيحي بعد وقت في مناقشة الامر من جديد مع نفسه. هل أنا في الطريق الصحيح؟ وتغيّم الرؤيا الايمانية أمام عينيه. وقد يتدخل آخرون في حياته معتبرين أنهم أوصياء وحراس على الحياة الروحية، وقد يقبل أن يتتلمذ عليهم تاركاً المسيح فيتوه. وقد يدخل الإنسان في تكريس رهباني أو كهنوتي أو بتولي أو أي شكل من أشكال التكريس الرسمي، وينسى تماماً تلمذته للمسيح، مكتفياً بصورة التكريس الخارجي، تاركاً قلبه يتنجس من جديد فيما هو ليس للمسيح. هذا الكتاب يحاول أن يضعنا في الإطار الصحيح للتلمذة للمسيح. إعداد الأنبا إيساك.