إنّ الشعوب العريقة تبقى شجرة وارفة متأصلة في الأرض ضاربة جذورها في أعماق الزمن، تخبئ البسيطة كل ماضيها حتى لو لم يبق منها سوى وريقات معدودة على أغصان فريدة. يتحدث الكتاب عن ذلك الشعب الذي أشاد دولة عظيمة وأسس عدة ممالك ودويلات في بلاد ما بين النهرين وبنى حضارة عريقة، قدّمت للبشرية جمعاء خدمات جليلة في مختلف مجالات العلوم كالفلك والرياضيات والعمارة والطب والقانون والأدب وغيرها، ولا زالت البشرية مدينة له بكثير من الاختراعات والاكتشافات في المجالات النظرية والتطبيقية للعلوم الطبيعية والانسانية. وفي هذا السياق يُعتبر هذا الكتاب محاولة علمية جادة في كشف النقاب عن الأثر الفعال لهذه الحضارة الشرق أوسطية على مجمل التطور العلمي. يقدم المؤلفان ك.ماتفيف و أ.سازونوف في هذا الكتاب لفتة علمية لأصول هذا الشعب ومنابع تاريخه في عصور ما قبل الميلاد، حيث يحدّد هذا المؤلِف بوضوح وبساطة أصول حضارة ما بين النهرين ومضامينها ومدى تأثيرها وتأثرها بالحضارات الانسانية الأخرى وعليها. ويسوق المؤلفان براهيناً علمية لا تقبل الجدل لما قامت وتقوم به الدوائر الصهيونية في تشويه تاريخ هذه المنطقة واللعب بمصائر شعوبها. لذلك يعتبر هذا الكتاب وحدة متكاملة، تستعرض حضارة شعب ما بين النهرين في دويلاته المتعددة، ذلك الشعب الذي لم يكن يتصف - كما صوروه - بالعنف والخطيئة، بل امتاز بالعقل المتفتق الخلّاق والمبدع والوعي الذي جعله يحافظ على ذاته حتى يومنا الحاضر. ترجمة الدكتور حنا آدم. تصميم الغلاف الفنان آخيقر بارو، تنفيذ مطبعة دار المجد - دمشق.