ما علامات القلب الذي اختبر تغييراً فائقاً للطبيعة؟ هذا أحد الأسئلة التي يطرحها الرسول بولس في أثناء كتابته إلى الكنيسة الأرثوذكسية في كورنثوس. وهو لا يبتغي الحصول على إجابة سطحية أو ضحلة، بل إلى توجيه الأنظار إلى ذلك التغيير العميق الذي يحدث فرقاً في الحياة من الداخل. ففي عصر يرى فيه الناس أنّ إرضاء الآخرين، والأنا المنفتحة، وبناء سيرة المرء الذاتية هي الأساليب الناجعة للنجاح، فإنّ الرسول بولس يدعونا إلى العثور على الراحة الحقيقية، من خلال الحياة المباركة القائمة على نسيان الذات.
في كتاب حرية نسيان الذات (الطريق إلى الفرح الحقيقي)، يبيّن لنا تيموثي كلر (راعي كنيسة الفادي المشيخية بنيويورك) أنّ التواضع هو أن نتوقف عن ربط كل خبرة حياتية أو محادثة بذواتنا، لكي نتحرّر من إدانة أنفسنا. فالشخص المتواضع، وفقاً لمفهوم الكتاب المقدس، هو شخص لا يكره نفسه وليس مغرماً بنفسه، بل هو شخص غير منهمك في نفسه. ترجمة رمزي عباد.