تؤلف هذه العظات الثماني مجموع العظات التي عثر عليها الأب أنطوان فنغر في دير ستافرونيكيتا في جبل آثوس، سنة 1955. وكان لهذا الاكتشاف الوقع العظيم عند كل المعنيين بدراسة آثار الذهبي الفم، ولا سيّما لما حمله المخطوط من جليل المعطيات بشأن لاهوت المعمودية وتقاليد الاحتفال بالسر والإعداد له، ومنها الانخراط في سلك الموعوظين وتلقّن إرشادات التهيئة إبّان الصوم والعزم على طرد الشياطين من النفس، والتنكر لإبليس والاستعداد لقبول المسيح ونيل سر الزيت المقدس لإرعاب إبليس باسم الثالوث المقدس، والحصول في ختام ذلك على مواهب المعمودية. وما من حجة تصدّنا عن أن نذهب إلى أنّ يوحنا قد ألقى معظم هذه العظات على مسامع مؤمنيه في أنطاكية، عندما عُهد إليه في إرشاد الموعوظين إلى الإيمان والتقوى، ويبدو ذلك بنوع خاص في العظة الثامنة التي تطلعنا على أمر الفلاحين الذين وفدوا من الريف، ريف أنطاكية حيث الشعب لا ينطق باليونانية، ليسمعوا كلام الذهبي الفم ويستنيروا بحكمة تعاليمه.
كتاب ثماني عظات في المعمودية للقديس يوحنا الذهبي الفم من أقدم النصوص المسيحية ومن سلسلة النصوص الليتورجية، عرّب الست الأُول منها الأب جوزف معلوف والأب مشير عون، ونقل الباقي عن اليونانية إلى العربية الأب حنا الفاخوري. من منشورات المكتبة البولسية.