لقد تطلّب الأمر ثلاثة عقود حاسمة من تاريخ العالم لتولد حركة جديدة ما بين عامي 33م و64م. وقد نمت هذه الحركة وحقّقت خلال ثلاثين عاماً نمواً ومصداقية كافيين كي تصبح أكثر ديانة شهدها العالم. إذ امتدت إلى كل زاوية من الكرة الأرضية وصار يتبعها أكثر من بليونين نسمة. كذلك كان لها تاثير دائم على الحضارة والثقافة والتعليم والطب والحرية، وبالطبع على حياة عدد لا يحصى من الاشخاص على مستوى العالم كله.
يرجع هذا كله إلى العقود الثلاثة التي عمّقت فيها هذه الحركة جذورها اللامتناهية. بدأ كل شيء بإثني عشر رجلاً وقليل من النساء ثم جاء الروح القدس. يقول الكاتب: "عبر دراستنا لهذه الحركة وجدنا بعض الإرشادات إلى الكيّفية التي حدثت بها نهضتها من بعض الإشارات المتفرقة في رسائل العهد الجديد، حيث أنّ العديد منها قد كُتب في هذه الفترة الحافلة بالأحداث، فترة الثلاثين عاماً. لكن رواية واحدة قوية مرتبطة بهذا الانفجار البركاني المذهل للإيمان المسيحي نراها موجودة في سفر أعمال الرسل ".
يعالج الكاتب بعض المواضيع التي تُطرح عند قراءة أعمال الرسل وهي : ما الذي يمكننا تعلمه من هؤلاء الأشخاص الذين قلبوا العالم والمسكونة رأساً على عقب في فترة قصيرة جداً من الوقت؟ على اعتبار أن ما فعلوه كان ذا قيمة، وكيف يمكن لنا تطبيقه اليوم؟ من كان هؤلاء الأشخاص الذين غيّروا بشدة وجه المجتمع؟ ما هو التعليم الذي نادوا به؟ لماذا كانوا يتعرضون للاضطهادات؟ كيف عاشوا؟ ما الذي يمكن أن نتعلمه من الطريقة التي أسسوا بها الكنائس؟ ومن هي رعيتهم واهتماماتهم الاجتماعية وعلاقاتهم وأولوياتهم؟ ما هي فكرتهم عن التلمذة والقيادة وحياة الكنيسة؟ ماذا عن دور الروح القدس الذي كان من الواضح جداً بأنه حقيقة حيّة في تقدمهم؟ واخيراً ماذا عن المواهب الروحية التي بدت وكأنها جزء طبيعي جداً من حياة الكنيسة الأولى. كتاب ثلاثون عام غيرت العالم عبارة عن دراسة في سفر اعمال الرسل لمايكل جرين.