تتوخى هذه الدراسة توضيح كيفية تكوين الأناجيل: فهناك إنجيل واحد، أي بشرى واحدة، وهو إنجيل يسوع المسيح. وفي الوقت نفسه، هناك أربعة أناجيل، أي أربع روايات متكاملة عن إنجيل يسوع المسيح. ذلك بأن يسوع لم يكتب شيئاً بل هناك أربعة إنجيليين دوّنوا البشرى. فليس الكتاب المسيحي كتاباً منزلاً كتبه الله، بل هو كتاب بشر بإلهام الروح القدس. لهذه الدراسة عدة اهتمامات، منها تعميق معرفتنا لكلمة الله، أي لبشرى خلاصنا. وتتكون هذه الدراسة من المراحل الآتية:
في باب أول، سيوضّح معنى الاختلافات في بعض النصوص التي تروي حادثاً واحداً، فيحلل بعضها ليتبين لنا كيف كُتبت الأناجيل تبعاً لجمهور معيّن وبيئة معينة وقصد لاهوتي معيّن، يختلف من إنجيلي إلى آخر إلى حد ما.
وفي باب ثانٍ، يتصدى لموضوع تكوين الأناجيل من الروايات الشفهية إلى التدوين الرباعي، معتمدين على بعض النظريات التفسيرية في تكوينها.
وفي باب ثالث، تبرز العلاقة القائمة بين الفن الأدبي الخاص بالأناجيل وصحتها التاريخية، أي العلاقة بين يسوع الناصري في أقواله وأعماله ويسوع المسيح الممجد في سر موته وقيامته.
وفي باب رابع، يتطرق إلى صحة الأناجيل ، فيبين الضمانات والتحقيقات التي تثبت صحتها يقينياً.
فهناك أربعة مستويات تتضمنها الدراسة، الأول تفسيري والثاني تاريخي، والثالث أدبي والرابع دفاعي. كتاب تكوين الأناجيل من سلسلة "دراسات في الكتاب المقدس" ومن منشورات دار المشرق - لبنان.