يُعتبر سفر أيوب أحد أسفار الحكمة، وهو في الأصل كُتب شعراً. وتتصدى هذه القصيدة الشعرية الطويلة لمشكلة هي من أعقد المشاكل وأعمقها في الحياة الإنسانية. جابه أيوب هذه المشكلة في نحو القرن العشرين قبل الميلاد، وطرح على نفسه كما طرح على الله، مجموعة من التساؤلات التي تدور حول الألم: كيف نفسر استشراء الألم ووجود الخطية على الرغم من وجود إله قادر على وضع حد نهائي لهما؟ لماذا يتألم البار؟ والغرض الرئيسي لهذا السفر هو دحض النظرية التي تقول أن الألم هو علامة على غضب الله وعدم رضاه، وأن الألم لا بد صادر نتيجة خطية ارتكبها من يقاسي هذا الألم. القديس يوحنا ذهبي الفم كعادته واعظاً قديراً فسر لنا السفر بدراسة دقيقة ودسمة ويعتبر هذا السفر من التراث الكنسي ومرجعاً للدارسين. يُقدَّم هذا الكتاب للقرّاء في زمن كثرت فيه الأمراض والبلايا والتجارب، ليكون عزاء جتى عندما يعرفون تجربة أيوب البار وتمسكه بالرب في قسوة التجربة يكون عزاء ومرشداً لهم. في كتاب تفسير سفر ايوب للقديس يوحنا ذهبي الفم النص مأخوذ من الترجمة السبعينية، من إعداد الشماس نشأت مرجان، ومراجعة القس أثناسيوس يوسف حنين.