يقدم لنا القديس كيرلس أوضح التعاليم والمفاهيم الإنجيلية المتعلقة بالكهنوت في العقيدة الأرثوذكسية، بناء على الفهم المسيحي لكهنوت العهد القديم. والمبدأ العام في المسيحية هو أن السيد المسيح لم يأتِ لينفي أو يهدم ولكن ليكمل، وهو مبدأ قائم وصحيح أيضاً فيما يتعلق بالكهنوت. ويشرح القديس كيرلس كيف أن الكهنوت في الشريعة تحقق وتجدّد في العقيدة المسيحية. ويقدم هذا الشرح تحليلاً عميقاً وواقعياً لما تتضمنه مبادئ ومعاني هذه العقيدة وتلقي الضوء على معانيها المختلفة وقدسية وظيفتها. ومحور البحث والشرح عند القديس كيرلس هو عمل السيد المسيح الذي هو في الحقيقة "الكاهن الاعظم" الذي يستوفي كهنوت العهد القديم ويمنح كهنوت العهد الجديد. وهذا الارتباط بين الكهنوت في العهد القديم والشريعة من جانب، والكهنوت كما ورد في الانجيل والعهد الجديد من جانب آخر، لا يترك أي مجال للشك أن الاتجاه الكنسي لا يتسامح مع وجود أي انفصال بين الشريعة والانجيل في العهدين القديم والجديد، أو الناموس في اليهودية أو كنيسة الأمم كما يسميها القديس كيرلس. كتاب تعاليم القديس كيرلس السكندري عن الكهنوت من إعداد الأب جورج دراجاس.