يُعدّ القديس كيرلس عمود الدين من أعظم رموز الفكر المسيحي في القرون الاولى، حتى أنه لُقّب "عمود الدين ومصباح الكنيسة الارثوذكسية"، له كتابات متعددة في تفسير الكتاب المقدس، والكتابات العقائدية، والرسائل الفصحية، والعديد من العظات. كما أنه ترجم ليتورجيا القديس مرقس الرسول من اليونانية إلى القبطية، وتُعرف حالياً بليتورجيا القديس كيرلس. اهتم القديس اهتماماً شديداً بالقيم الروحية واللاهوتية المذّخرة في سر التجسد الإلهي، ولذلك فهو أكثر من دافع عن حقيقة الاتحاد الفائق الوصف. في هذه العظة يدعو القديس كيرلس الكبير تجسد كلمة الله بسر التقوى، ويؤكد على أن كلمة الله مساوٍ للآب في الجوهر والأزلية، وأنه أخذ شكل عبد. كما أنه يُفنّد ويدحض بعض آراء الهراطقة مؤكداً أن كلمة الله لم تتعرض مطلقاً لأي تغيير في طبيعته الإلهية، بل أخذ جسداً ذا نفس عاقلة، وتجسد وتأنس بطريقة فائقة الوصف.كتاب تجسد كلمة الله قدّمه الأنبا إرميا (الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الارثوذكسي). ترجمة ريمون يوسف رزق (باحث بالمركز الثقافي القبطي الارثوذكسي).