تحتل الكنيسة السريانية الانطاكية منزلة مهمة في التاريخ المسيحي، وتفتخر بتاريخها الحافل بأقدس الذكريات، وآبائها وعلمائها الذين ذاع صيتهم في الأقطار بما خلّفوه من نفائس القلائد، هي مصنفاتهم الحسان في كل فن ومطلب. ولم يكونوا في علم التاريخ الكنسي أقصر باعاً من غيره من العلوم، فوضعوا فيه مؤلفات جليلة. يتناول الجزء الأول من كتاب تاريخ الكنيسة السريانية الانطاكية أحداث الكنيسة منذ نشأئها حتى نهاية القرن الرابع، مذيّلاً بايضاح عقائد الكنيسة المقدسة وتقاليدها الرسولية وأنظمتها البديعة في القرون الأربعة الأولى. ومع كونه خاصّاً بالكنيسة السريانية فقد حوى أيضاً أهم أمور الكنيسة العامة التي كان للكنيسة السريانية فيها النصيب الأوفر، كالمجامع المسكونية مثلاً، ومعالجة قضيّتي الفصح ومعمودية الهراطقة، والقضاء على بعض البدع النكراء وما إليها من أمور هامة. واستند مار سويريوس يعقوب توما (متروبوليت بيروت ودمشق وتوابعها للسريان) في كتابه على مصادر كثيرة، سريانية وعربية وإنكليزية ولا سيّما مصنّفات آباء الكنيسة الأقدمين.
أجزاء أخرى:
تاريخ الكنيسة السريانية الانطاكية - ج2.