كانت مملكة الرها واقعة في الجزء الشمالي الغربي من إقليم ما بين النهرين، وكانت لغتها هي اللهجة الآرامية الشرقية التي أطلق عليها اليونان اسم "السريانية". كانت الرها مملكة مستقلة في القرون الأخيرة قبيل الميلاد والقرون الأولى بعد الميلاد. والراجح أن أصل ملوكها من العرب كما تدل عليهم أسماؤهم: معن ووائل وأبجر، إذ يُظنُّ أن بعض رؤساء العرب دخلوا مدينة الرها وصاروا ملوكاً على الشعب الآرامي، فنسوا لغتهم على مرور الزمن وتعلّموا لغة الشعب الآرامية، فلمّا دخلت المسيحية الرُّها في أوائل القرن الثاني للمسيح، وتبع ذلك بناء الكنائس فيها، واتخاذ المسيحيين لغتها لغة لهم، وترجموا إليها الكتاب المقدس، أصبح للغة السريانية مركز ممتاز، وصارت الرُّها منذ ذلك الحين مركز الحياة الثقافية المسيحية باللغة السريانية. نميّز في هذا القسم بين طورين مختلفين من الأدب الأول: يتضمن الأدب السرياني الذي وُضع قبل أن تصبح الرها مركز الحياة الثقافية المسيحية. والثاني: يتضمن الأدب السرياني قبل ظهور الاسلام.
كتاب تاريخ الادب السرياني من نشأته الى الفتح الاسلامي بقلم الدكتور مراد كامل (الاستاذ المساعد للغات السامية)، والدكتور محمد حمدي البكري (مدرس اللغات السامية).
كتاب مفيد جدا.*