إنّّ القرن التاسع عشر يُصنّف بين القرون الأكثر تأخراً وانحطاطاً في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية، تنافس فيه عدد الشعب إلى الثلاثمائة ألف نسمة تقريباً، يقيمون في مدن ماردين وديار بكر والرها والموصل وسوريا وغيرها. وخلال الحرب العالمية الأولى وما قبلها وبعدها ذهب ضحية المجازر العرقية حوالي المائة ألف نسمة فصار العدد مائتي ألف نسمة فقط، لا مدارس راقية، ولا أديرة عامرة وإنما جهل وخراب وفقر ودمار، والسبب برأي المطران افرام برصوم يعود إلى ثلاثة أسباب رئيسية : ظلم واستبداد سلاطنة بني عثمان وموظفيهم. استبداد الآغاوات ورؤساء العشائر المحليين. هجمة الإرساليات الكاثوليكية الغربية ودعم حكومة فرنسا لهم. ستجد الحقائق التي ذكرها من خلال سير حياة البطاركة الستة الأبرار، الذين تحملوا بصبر عجيب كل الضيقات لأنهم شاؤوا أن يسيروا في الطريق الضيق طريق الجلجلة، وانعكاسات ذلك على الكنيسة الأمة السريانية. اقتبس المطران افرام معظم نصوص كتاب بطاركة السريان في القرن التاسع عشر من كتاب البطاركة بالسريانية للربان يوحنا دولباني.