الله محبة، والله روح. لذا وجب أن تكون علاقتنا به في نطاق المحبة والروح. فالمحبة هي روح الحياة مع الله، ولو خلت علاقة الإنسان بالله من المحبة لصارت لغواً وهراء، ولتحولت كل الممارسات الدينية إلى مجرد فرائض وطقوس. لكن المسيحية في نظرية العبادة تسمو عن مجرد الفرائض الجافة الجامدة. وتهدف إلى تلاقي الإنسان والله في دائرة الروح، مدفوعاً بدافع الحب ولا شيء سواه. وحين يصل الإنسان المسيحي إلى ممارساته العبادية بهذا المفهوم، فأنه يحيا في ما يمكن أن نسمّيه حالة ما فوق الجسد، ويدخل في علاقة حيّة فاعلة مع الله. إنّ موضوع الممارسات الدينية أو ما يُسمى بالوسائط الروحية هو هدف هذا الكتاب الذي يعالج هذا الموضوع الحيوي بالنسبة للإنسان المؤمن، ليس بالتعبيرات الروحية العالية أو الكلمات النظرية الرنّانة، التي تشدّّ الإنسان دون أن يكون لها أساس داخلي عميق في القلب، بل بالأسلوب العملي البسيط الذي يسهّل على كل إنسان فهمه وتقبله، ومن ثم يتحول إلى ممارسة حيّة معاشة.
والكتاب لا يهدف إلى إضافة معلومات جديدة إلى رصيد المعلومات السابقة عن علاقة الإنسان بالله، بل إلى تعميق العشرة الحية المقدسة. حتى ما يسير المؤمن من "قوة إلى قوة" إلى أن يتجلّى له إله الآلهة في هيكل قلبه. وفضلاً عن ذلك فالكتاب يعالج موضوع الوسائط الروحية على أسس روحانية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، هذه الروحانية التي عاشها الآباء القديسون، وبرعوا فيها، حتى صاروا روادها ومعلميها في العالم المسيحي كله. كتاب بستان الروح - ج2 تأليف الأنبا يوأنس (أسقف الغربية). الذي تحدث فيه عن الوسائط الروحية وجعل شعار هذا الجزء "من يفصلني عن محبة المسيح؟". ولقد كتب في هذا الجزء ثمانية فصول هي: الصلاة، الصوم، العطاء، القراءات الروحية، الكتاب المقدس، التدريبات الروحية، الخلوة، الخدمة.
أجزاء أخرى:
بستان الروح - ج1.
بستان الروح - ج3.