شرط التلمذة المسيحية هو حمل الصليب، وهو بالمفهوم الروحي يشير إلى حياة التوبة بكل تضييقاتها وجهاداتها، التي على المؤمن أن يحياها. تبدأ بها معرفته بالله، وتنمو وتدوم بها العشرة معه، لذا يضيق الكثيرون ذرعاً بالتوبة، البعض يتهيّبها، والبعض ما أن يبدأ حتى يرتدّ، والبعض الآخر يقطع فيها أشواطاً ثم يتوقف. أما السبب في ذلك فيرجع إما إلى عدم الفهم السليم للحياة مع الله، وبالتالي التوبة، إما لقلة المحبة وما يستتبعها من جهاد روحي وإما إلى محبة الجسدانيات.
إنّ موضوع التوبة بكل متعلقاته وتفاصيله هو هدف هذا الكتاب، الذي يعالج هذا الموضوع الحيوي ليس بالتعبيرات الروحية العالية، أو الكلمات الرنانة النظرية، بل بالأسلوب العلمي البسيط، إنّه يحدّد الطريق ويصف معالمه وأصول السير فيه. والكتاب لا يهدف إلى إضافة معلومات جديدة إلى رصيد المعلومات القديم عن الحياة مع الله، بل اختبار العشرة المقدسة، حتى ما يسير المؤمن من قوة إلى قوة، وينتقل في حياة الروح من مجد إلى مجد. وبحسب المؤلف فالكتاب ينفرد بمعالجة موضوع التوبة والفضائل المسيحية على أسس روحانية الأرثوذكسية القبطية التي بوجبها عاش الآباء والقديسين وصاروا مثلاً حياً. كتاب بستان الروح - ج1 للأنبا يوأنس (أسقف الغربية).
أجزاء أخرى:
بستان الروح - ج2.
بستان الروح - ج3.