هل تؤمن المسيحية باله واحد؟ فقانون الإيمان المسيحي يقول في مطلعه "نؤمن بإله واحد" لكن ماذا يعني التوحيد في المسيحية؟ وماذا عن التثليث؟ هل التثليث دخيل على المسيحية في عصور لاحقة كما يدّعي البعض؟ في السياق العربي غير المسيحي يبدو مبدأ وحدانية الإله في تناقض فعلي مع واقع الثالوث، بينما في السياق العربي المسيحي يبدو لقطاع عريض ان هناك تناقضاً ظاهرياً على الاقل. والسؤال الذي قد يُطرح هنا في مسعى لتقديم اجابة قد تفض الاشتباك: هل هناك اتفاق على دلالة الوحدانية بين السياقين؟ بصورة أخرى، هل مبدأ الوحدانية في مقصدنا يرتبط بالوجود الإلهي، اي ان الله موجود ومتفرد ليس سواه آلهة أخرى (حقيقة وجوده المتفرد)؟ ام يُربط بطبيعة وكيفية وجوده اي ان الله في ذاته شخص واحد وحيد؟
لذلك فان الحقيقة المطلقة و المؤكدة هي انه من المستحيل معرفياً ان ندرك او نفهم ماهية جوهر الاله: اي ثالوثيته بصورة كامله، فقط كل ما نستطيع ان نفهمه هو ما يقدمه الله عن نفسه في العهدين القديم والجديد، أي الكيفية التي يوجد عليها الله: أي حقيقة أنه ثالوث. وهذا ما يعيدنا مرة أخرى للاعلان الذي قدّمه العهد الجديد وكتابات المئة سنة الاولى بعد العهد الجديد. كتاب الوحدانية والثالوث دراسة حول مفهوم الوحدانية والثالوث في كتابات الآباء الرسوليين من تأليف مينا فؤاد توفيق وعماد عاطف.