إنّ علم القواعد قُصد به البحث عن أحوال التراكيب وبيان ما تكون عليه الكلمة في الجملة، والجملة مع الجمل حيث يكون الكلام مطابقاً للمعاني الوضعية الأصلية. وبشكل عام فهو ذاك الذي يبحث في التغييرات التي تطرأ على أواخر الكلمات وشكلها وأحوالها المتنقلة. أما الصرف فهو العلم بأحكام بنية الكلمة بما لحروفها من أصالة وزيادة، وهو الذي يتناول تغيّر شكل الكلمات وتركيبها من حيث الإبدال والإعلال، وتحوّل الفعل إلى مصادر ومشتقات متنوعة.
واللغة السريانية العريقة استعملها الآباء والأجداد منذ القدم بالفطرة ومن دون قواعد أو صرف مكتوبة تضبطها حتى الفتح العربي، حيث بدأت تاثيرات هذا الفتح تظهر سراعاً في آداب البلاد المغلوبة. فرأى علماء السريان أنّ لغتهم صائرة إلى الفساد بمخالطة الأعاجم فهبّ المطران العلامة مار يعقوب الرهاوي ووضع كتاباً في القواعد والنحو السرياني على غرار القواعد والنحو اليوناني. وكان هناك من سبقه في هذا المجال ولكن لم تشتهر كتبهم، ثم توالى المؤلفون على كتابة قواعد النحو والصرف وتطويرها وتعديلها لدى السريان حتى وصلت اللغة إلى ما هي عليه الآن.
كتاب النكهة البهية في قواعد ونحو اللغة السريانية بقلم جوزيف أسمر ملكي. دقّق الكتاب مار ثاوفيلوس جورج صليبا والشماس الانجيلي جورج قمر، والدكتوران يوسف قوزي وبشير متى الطوري (عضوا الهيئة السريانية في المجمع العلمي العراقي ببغداد).