موضوع المرأة من مواضيع الساعة، ولا بد للشباب أن يتحسسوا له، خاصة في مجتمع انتقالي كمجتمعنا حيث تتصادم بحدة وصخب المواقف التقليدية الموروثة وتيارات الحداثة. فموضوع المرأة موضوع يمس كل إنسان في صميم كيانه، إذ يضع على المحك تصوره لجنسه وللجنس الآخر وللعلاقة بينهما. علماً بأن الجنس يمتد إلى جذور الشخصية ويطبع كل أبعادها، فمشكلة المرأة يعاني منها كل من الجنسين. فالرجل (وهو المستفيد في الظاهر من إنتقاص المرأة) يتأذى بالفعل من هذا الانتقاص، وينوء تحت أعبائه. إن المرأة هي الضحية المباشرة لهذا الإنتقاص، وصاحبة النصيب الأكبر من المعاناة. وتزداد هذه المعاناة لدى المرأة على قدر نمو وعيها الإنساني والروحي، حتى أنها قد تبلغ عند أكثرهن حدّ الشعور المأساوي بالغبن والجور، المرأة المظلومة، المرأة المستضعفة، المرأة المغتصبة، المرأة المقهورة، المرأة المستعبدة، المرأة السلعة، دور المرأة في المجتمع، نظرة المجتمع الاستهلاكي إلى المرأة، إبراز أصالة المرأة كإنسان، معنى الحرية عند المرأة، موقف المسيح من المرأة، نظرة بولس الرسول إلى المرأة، هذه بعض المواضيع التي يعالجها كوستي بندلي في هذا الكتاب بطريقة جدية ورصينة، معتمداً العلم والمنطق والحجة ومعطيات الايمان والكتاب المقدس، وهمه في كل هذا كله السمو بالمرأة إلى المرتبة التي تليق بها في مجتمعنا المعاصر.