من يطالع الصفحات الأولى من سفر متى في العهد الجديد، لا بدّ من أن ينذهل من إقحام أسماء نساء في شجرة عائلة يسوع، في حين أنّ السلالات عادة ما تقتصر فقط على الذكور. وما ذكر تلك النسوة، عند مطلع كتاب الإنجيل، سوى اعتراف بدور ما قامت به المرأة في العهد القديم، وتدشين لمهمة جديدة ستؤديها تلك المرأة في العهد الجديد.
يأخذنا كتاب المرأة في الكتاب المقدس للسيدة ايما غريب خوري في رحلة إلى وجوه نساء عَبرنَ تاريخ الخلاص ولم يكنّ عابرات، لم يكن دورهن في الكتاب المقدس هامشيّاً، بل كنّ في صلب الأحداث الكتابية من حواء، إلى مريم العذراء، إلى المجدلية... حقب عديدة أدّت فيها المرأة دوراً مهماً. نساء كثيرات شاركن بفاعلية في تطوّر الأحداث، منهنّ من قامت بدور سلبي، ومنهن من تلمس قداستهنّ ودورهنّ البنّاء، نساء لم يتردد جامع أسفار الكتاب المقدس في أن يحوي بين دفتيه أسفاراً حملت أسماء نساء كن المحور الأساس فيها. تدعونا المؤلفة في كتاب المرأة في الكتاب المقدس - من حواء إلى مريم، وعبر كلمات الكتاب المقدس، وتفاسير الآباء القديسين، والنصوص الليتورجية وما يصاحب ذلك كله من الومضات الروحية، لكي نبحر إلى العمق فنجد هناك المرأة أيقونة لله بهيّة.