في ختام القرن الأول المسيحي كتب القديس يوحنا الرسول إنجيله في مدينة أفسس، تحت إلحاح أساقفة كنائس آسيا الصغرى الذي كان هو أسقفاً على أهمها وهي كنيسة افسس. هذا بحسب مصادر التقليد الكنسي المنحدر إلينا من القرن الثاني. ومعلوم أن القديس بولس الرسول هو الذي أسس كنيسة أفسس، قبل ظهور إنجيل القديس يوحنا بما يقرب من ثلاثين أو أربعين عاماً تقريباً. وتأسيس كنيسة بالمفهوم اللاهوتي يعني إرساء قواعد الإيمان المسيحي بكل أركانه. والرسالة التي أرسلها القديس بولس الرسول إلى أهل أفسس تكشف عن المستوى اللاهوتي الذي بلغه ليس القديس بولس فحسب، بل والذين كُتبت الرسالة لهم، هذا الشعب الذي اتخذ هذه الرسالة منهاج إيمان وعقيدة وحياة وسلوك. قصد الأب متى المسكين من كتاب المدخل لشرح انجيل القديس يوحنا أن يكون تمهيداً لكتاب يشرح هذا الإنجيل، لأنه يصعُب إلى حد كبير البدء في شرح هذا الإنجيل، قبل أن يكون القارئ قد أصبح على وعي بالمبادئ والاصطلاحات والرموز والخطوط العامة التي يسير عليها هذا الإنجيل. من منشورات دير القديس أنبا مقار.