علاقة الكنيسة بالدولة، قضية قديمة جديدة. فمنذ نشأة الكنيسة وهذه القضية مطروحة للبحث. وهي تتسع لتشمل العلاقة بينهما، على أن الكنيسة مؤسسة داخل الدولة: فما مدى استقلالها عن الدولة؟ وفي أي المجالات يكون هناك ارتباط، إن وُجد؟ وما هو دور الكنيسة في مجال العمل السياسي أو الاجتماعي؟ وما هي المجالات التي لا تسمح بها؟ إلى غير ذلك من الموضوعات التي طُرحت عبر تاريخ الكنيسة، في الدول المختلفة. ولا شك، أن الكنيسة حيثما وُجدت هي جزء من كيان الدولة والمجتمع، ودراسة علاقة الكنيسة بالدولة، تدفعنا أن ندرس علاقة الكنيسة بالسياسة والساسة والأحزاب، إلى غير ذلك. يحاول الدكتور القس صموئيل حبيب في هذه الدراسة، أن يكتشف دور "المسيحي" وعلاقته بالسياسة، أو المسيحي وعلاقته بالدولة. ولكي تكون الدراسة شاملة، فهي تقوم برحلة تاريخية منذ بدء المسيحية حتى القرن العشرين، تشرح فيها الفكر اللاهوتي المتنوع، في مواجهة القضايا السياسية المطروحة، ويدرس التاريخ لنرى كيف واجه قادة الفكر اللاهوتي مشكلات عصرهم، فكان اهتمام الكاتب أن يستعرض القضايا دون إبداء رأي أو تعليق عليها. هذه الدراسة إنما هي محاولة في "علم لاهوت السياسة" ترسم الطريق لمن يريد أن يدرس أو يبحث في هذا المجال. هذه قضية أهملتها الكنيسة منذ سنوات طوال.