تفتقر الكنيسة وخاصة في هذه الآونة الأخيرة إلى دورها المرسلي. وهذا إن دلّ على شيء فهو يدل على الضعف والوهن الذي تعاني منه، وخاصة عندما تتقاعس عن القيام بدورها الرئيس في المأمورية العظمى، المكلفة بها من قِبل السيد المسيح نفسه، الذي أرسلها إلى العالم أجمع لتكون نوراً للعالم وملحاً للأرض. لذلك فمن الواجب أن تكون الكنيسة جادة في طاعة وتنفيذ وصية سيدها ورأسها المسيح الذي أوصى قائلاً: "اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها"، بل وأن تعمل جاهدة على إتمام مقاصده، حيث أنها مسئولة مسئولية كاملة عن تحقيق قصد الله من جهة العالم، وهي أداته في ذلك. أما في حالة وجود تقاعس في القيام بهذا الدور المرسلي، والرسالة العظيمة لكنيسة المسيح، فيقول القس صموئيل عطا: لا بد أن نقف وندرس أسباب هذا التقاعس. فقد يكون من أهم هذه الأسباب هو عدم إدراك الكنيسة لذاتها وهويتها الحقيقية، لأنه متى أدركت الكنيسة ذاتها وهويتها فإنها تتمم إرساليتها، وتمارس الكرازة بدوافع نقية، وبأسلوب صحيح كأسلوب يسوع في الكرازة، وهكذا تنجح في تتميم دورها المرسلي. منشورات دار الحق والحياة لنشر الكتب الالكترونية. تصميم الغلاف وتنسيق الكتاب للقس حنا مجلي.