الكنيسة تدعى جسد المسيح، ونحن أعضاء هذا الجسد: هذه الصيغة التي نقرأها للقديس كيرلس في تفسيره لإنجيل القديس يوحنا، تصلح أن تكون شعاراً لدراسة ماهية الكنيسة عند القديس كيرلس الاسكندري التي تُعرض في صفحات هذا الكتاب، ذلك لأنها توضح تماماً الفكرة السائدة لمفهوم الكنيسة. ومع ذلك فهي لا تكفي للتعبير تماماً عما يحويه فكر القديس كيرلس الكبير من غنى واتجاهات كثيرة، حينما يحاول وصف "الوحدة الروحية" التي يجب أن تتحقق بين البشر، اقتداءً بتلك الوحدة القائمة بين الله الآب والابن في الروح القدس، التي أسهب القديس في شرحها في كافة كتاباته. هو يستخدم في ذلك العديد من المقارنات الأخرى عن الهيكل والمظلة الروحية والمدينة المبنية بحجارة حية، وعن المملكة والأسرة والزواج وعن الحقل والقطيع. يستخدم القديس كيرلس بكثرة الاستعارات والرموز مفسراً وموضحاً ومحللاً. وهو إذ يعلم تماما ومسبقاً أنه من غير المستطاع التوصل إلى الإدراك الكامل للسر. كتاب الكنيسة جسد المسيح في تعليم القديس كيرلس الكبير ترجمة وإعداد رهبان دير القديس أنبا مقار.