في بحر التعاليم التي تحتوي عليها شهادة الايمان، تحتلّ القرارات المتعلقة بالتعليم مكاناً خاصاً. فقد تظهر في حياة المؤمن الفرد أو في مسلك الجماعة وفهمها، أو في نطاق الكنيسة الاقليمية أو الجامعة، أحوال شاذّة وعوامل تهدّد الايمان. هذا يتطلب حصول حكم واضح في النظرة المعنية أو المسلك المعني، هل هما مطابقان للإنجيل أم لا. والتقليد المسيحي الكاثوليكي يقرر أنّ الذين يرجع إليهم الحكم في ذلك هم البابا والأساقفة بصفتهم رعاة الكنيسة. وهذه الصلاحية تتعلق بقضايا الايمان والسلوك.
والقرارات التعليمية تستند إلى الشهادات الايمانية النابعة من المراجع ذات السلطة، ولها أهمية كبيرة بالنسبة إلى الفهم الصحيح لمحتوى الايمان، إذ هي عادة تعبّر عن بصيرة فَطنة وأحكام رصينة. وفي هذا الكتاب بجزئه الاول يرى دنتسنغر وهونرمان مجموعة من مثل هذا القرارات التعليمية. ويجدر بالذكر أنّ هذه القرارات لا يجوز اعتبارها مماثلة للتبشير العام بالإنجيل، بل هي توضحها وتكملها في بعض النواحي الخاصة، ولكنها تبقى مختلفة بعضها عن بعض في الوزن والسلطة والإلزام. يتوجّه كتاب الكنيسة الكاثوليكية في وثائقها - ج1 لأصحاب العالم اللاهوتي والذين درسوا على يدهم من رجال الدين والرهبان والراهبات، وللعلمانيين المثقفين الذين تهمهم القضايا اللاهوتية. قام بترجمة نصوص الوثائق المطران يوحنا منصور (النائب البطريركي للروم الكاثوليك) والأب حنّا الفاخوري. وضع التمهيد والمقدمات الفردية وحقق الترجمة الأب عادل تيودور خوري (بروفسور علوم الأديان). من سلسلة الفكر المسيحي بين الأمس واليوم. منشورات المكتبة البولسية - لبنان.
أجزاء أخرى:
الكنيسة الكاثوليكية في وثائقها - ج2.