لم يكن القديس كبريانوس نظرياً ولا لاعباً بالمنطق على مثال الفلاسفة غير المسيحيين، لكنه قدم الحياة مع الله من خلال خبرة الحب الإلهي وتقديس النفس في الحق، حاشداً لها كل الطاقات البشرية وقواها بعيداً عن النظريات والحدس العقلي، ومن ثم أعدّ شعبه لشهادة الدم. ولم يكن أيضاً مؤلفاً لنظريات عن الإيمان، بل عاش هذا الإيمان على أساس يومي، باعتبار أنّ الإيمان بدون أعمال والأعمال بدون إيمان هما شيئان مرفوضان معاً في الكنيسة، فقدم حياته حيّة ومماتة كنموذج وعلامة إرشاد صادقة وأصيلة، حينما تطابقت سيرته مع أقواله كصانع حقيقي "للرسالة" شارحاً الحق الحقيقي للتعليم مستخدماً كلماته على أساس حياته المبنية على الصخر. يضم كتاب القديس كبريانوس - أسقف قرطاجنة الشهيد سيرته وكتاباته. إعداد القمص أثناسيوس فهمي جورج. الكتاب من سلسلة "آباء الكنيسة - إكثوس" ومن منشورات إيبارشية أيرلندا وإسكتلندا وشمال شرق إنجلترا وتخومها. كنيسة السيدة العذراء والشهيدة دميانة دبلن - أيرلندا.